1.      الاختبار التحصيلي

يعرف التحصيل الدراسي بأنه مستوى النجاح الذي يحرزه الطالب في تحقيق الأهداف التعليمية من مقرر معين. والغاية من تصميم الاختبار التحصيلي هي قياس مدى استيعاب الطلاب للمعارف والمفاهيم والمهارات المتعلقة بالمادة الدراسية في وقت معين (الاختبار الدوري) أو في نهاية الفصل الدراسي (الاختبار النهائي).

تساعد الاختبارات التحصيلية في اتخاذ قرارات تتعلق بتطوير المقرر ذاته ووسائل وتقنيات التدريس وتطوير وتحديث بنك الأسئلة مستقبلا.

2.   تصنيف الاختبارات حسب طريقة الاستجابة

وفقا لطريقة الاستجابة، تصنف الاختبارات في ثلاث فئات وهي: الاختبارات الأدائية والاختبارات الشفوية والاختبارات التحريرية. وتلك الأخيرة قد تكون مقالية أو موضوعية

الاختبارات الأدائية

تقيس مهارات عملية محددة، ولعل المقررات المرتبطة بالتسويق والعلاقات العامة تستفيد من هذه الاختبارات لتقويم أداء الطالب من جوانب يتعذر قياسها من خلال الأنواع الأخرى من الاختبارات.

الاختبارات الشفوية

تتميز بإتاحة فرصة للتعلم من خلال المناقشة بين المعلم والطالب لكن لا توفر العدالة في توجيه الأسئلة، ولا تخلو من الذاتية لدى كل من المعلم والطالب، لذلك أوصي باستخدامها كأداة مساعدة داخل قاعة الدراسة للتأكد من استيعاب المفاهيم وتنشيط همم الطلاب للمذاكرة بانتظام.

الاختبارات التحريرية المقالية

يمكنها أن تقيس الأهداف المرتبطة بكافة المستويات المعرفية بما فيها مهارات التفكير العليا مثل التركيب والتحليل، وتمكن الطالب من إبراز مهارته في الكتابة وتنظيم الأفكار. علاوة على ذلك فهي تساعد على اكتشاف اتجاهات الطالب.

وبالرغم من أنها سهلة الإعداد إلا أنها تحتاج إلى جهد كبير في الإجابة ولا تخلو من الذاتية عند التصحيح، ولا تستطيع هذه الاختبارات أن تغطي كافة موضوعات وتفاصيل المقرر، كما أن التقويم قد يفتقر إلى العدالة لأن الأخطاء الناتجة عن ضعف لغة الطالب في حالة الكتابة تؤثر على العلامة التي يحصل عليها.

الاختبارات التحريرية الموضوعية

يتكون الاختبار الموضوعي من عدة مفردات يحتوي كل منها على أكثر من بديل للإجابة، ويكون دور الطالب هو اختيار الإجابة الصحيحة. مؤشر التحصيل في هذه الاختبارات هو نسبة المفردات التي أجاب عنها الطالب إجابة صحيحة.

تمتاز الاختبارات الموضوعية بقياسها لقدرات متنوعة، كما أنها تسمح بأنواع عديدة من الأسئلة أبرزها ما يلي:

• أسئلة الصواب والخطأ
• أسئلة الاختيار من متعدد
• أسئلة المزاوجة (المطابقة)
• أسئلة الترتيب

3.  مكونات اختبار الاختيار من متعدد

يتكون اختبار الاختيار من متعدد من مفردات (تسمى أيضا فقرات)، وتتألف كل مفردة من جزأين:

الأول هو العنصر الرئيس ويسمى المتنstem(أو الأصل أو الجذع)، وهو يمثل المشكلة. ويجب أن يشتمل المتن على شقين هما المحتوى والمطلب.

• المحتوى هو مقدمة أو معلومات لازمة لفهم المشكلة
• المطلب هو يحدد السؤال سواء في صيغة جملة استفهامية أو جملة تقريرية ناقصة.

الثاني قائمة البدائل alternativesوهي تتضمن 4 أو 5 فقرات تمثل حلولا مقترحة: أحدها هو البديل الصحيح أو الأكثر دقة ويسمى الإجابة answer أما البدائل الأخرى فتسمى المشتتات distractors أي أنها تشتت الطالب الذي هو في شك من الإجابة الصحيحة، فهي عبارات خطأ أو غير دقيقة.

المطلوب من الطالب في هذا الاختبار هو اختيار البديل الذي يعتقد أنه الإجابة الصحيحة. دور المشتتات هو أن تبدو حلولا مقبولة للمشكلة من قبل الطالب الذي لم يحقق الهدف التعليمي الذي يقيسه السؤال، بينما الطالب الذي حقق الهدف التعليمي ستظهر لها المشتتات إجابات خطأ وسيكون متأكدا أن البديل الصحيح هو الحل المقبول للمشكلة.

وبهذا يتضح أن مفردة الاختيار من متعدد تقيس مهارة الطالب في القراءة والفهم واختيار الإجابة بين البدائل المتاحة، وبالتالي يكون قد حقق الهدف التعليمي المقصود.

4.    مميزات اختبار الاختيار من متعدد

1 علاماته وتقديراته موضوعية بالكامل، أي أن التصحيح لا يختلف من شخص إلى آخر؛ لذا تعتمد نتائج الاختبارات الموضوعية لدى جهات كثيرة على نطاق واسع.

2 يخلو من مشاكل تصحيح الاختبارات المقالية مثل ذاتية كل من الطالب والمصحح وعوامل الكتابة كالالتفاف على الإجابة الصحيحة والإيهام بالفهم والإسهاب خارج الموضوع.

3 تغطية مساحة كبيرة من موضوعات المقرر

4 تنمية القدرة على حل المشكلات؛ لأن معظم مشاكل الحياة اليومية لا تتطلب بالضرورة ابتداع حلول جديدة، بل تتطلب عادة الاختيار بين عدة حلول متاحة ويكون سبب الفشل غالبا هو عدم القدرة على التمييز بين ملاءمة الحلول المختلفة في الظروف المختلفة، وبالتالي العجز عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحقق أفضل حل ممكن.

5 يمكن التحكم في مستوي صعوبة السؤال عن طريق تغيير أو تعديل درجة التجانس بين البدائل فكلما اقتربت البدائل من بعضها كانت مفردة الاختبار أصعب، وكلما قل التجانس بين البدائل كانت المفردة أسهل

6 إتاحة وسيلة لتشخيص التحصيل الدراسي للطلاب، وبخاصة مع إدراج الأخطاء الشائعة ضمن المشتتات

7 يتفوق على الأنواع الأخرى من الاختبارات الموضوعية في إمكانية قياس مجموعة متنوعة من مخرجات التعلم على مستويات متعددة، مثل تذكر المعلومات والمفردات، والحقائق المجردة، وعلاقات السبب والنتيجة، والفهم، وحل المشكلات، وتفسير البيانات، وتطبيق المبادئ أو النظريات، واختيار السيناريو الأفضل في ظل مواقف معقدة

8 مجال التخمين والحدس ضيق للغاية فمثلا: احتمال الحصول على 60% من اختبار يتكون من 20 سؤال كل منها يتضمن 4 بدائل هو 5.5 × 10^-13

9 يتمتع الاختبار بدرجة عالية من الصدق والثبات

10 يعلم الطالب مجابهة الإشكاليات الكبرى في مادة الاختبار، والمشاكل الجزئية أو الفرعية المكونة لها، مما يدربه على استخدام المنهج الاستنباطي في معالجة المشاكل

11 تمكين الطالب من الاتجاهات والقيم الإيجابية نحو الدقة في الجواب، والتدقيق في المصطلحات والمقارنة بين المفاهيم

12 يدفع الطالب للدراسة المستمرة والشاملة لكافة وحدات المقرر على مدى الفصل الدراسي ويقلل جدوى طريقة الدراسة السريعة والمكثفة قبل الامتحان بأيام قليلة

13 إتاحة مزايا أخرى عبر الحاسوب مثل تصحيح الاختبار وتحليل النتائج بسرعة ودقة، وبناء بنوك أسئلة كبيرة واختيار مفردات الأسئلة وترتيب البدائل على نحو عشوائي تماما بدون تدخل من الممتحن، وهذا يرفع مستوى الموضوعية بدرجة كبيرة جدا

5.   عيوب اختبار الاختيار من متعدد

لا تصلح اختبارات الاختيار من متعدد لقياس مخرجات التعلم التي تتعلق بمهارات التعبير عن الذات شفويا وكتابيا والتأليف والابتكار ولا تعكس أي مهارات تتعلق بالعمل الجماعي

لذلك يجب إدراج وسائل تقويم أخرى خلال الفصل الدراسي مثل الواجبات الفردية والمشروعات الجماعية والاختبارات المقالية والاختبارات الشفوية القصيرة.

6.   مخرجات التعلم التي تقيسها أسئلة الاختيار من متعدد

يستخدم تصنيف بلوم Bloom المطور على نطاق واسع للتخطيط للتدريس وبناء الأهداف التعليمية. وفقا لهذا التصنيف هناك ستة مستويات لأهداف التعلم تتدرج صعودا على النحو التالي:

يتذكر، يفهم، يطبق، يحلل، يقوّم، يبتكر

هذا وقد ظهر مصطلح مهارات التفكير العليا higher order thinking skills HOTS ليمثل المستويات الثلاثة العليا في هذا التصنيف، لأنها تتطلب جهودا ومهارات ذهنية أكبر من المستويات الأدنى.

وفي مجال تصميم الاختبارات ثمة اتجاه لتصنيف الأسئلة على سبيل التبسيط في ثلاثة مستويات فقط هي: المعرفة والتطبيق والتفكير، على أن هذا التصنيف الثلاثي يستوعب المستويات الستة المشار إليها آنفا

المستوى الأول: المعرفة Knowing

تشير المعرفة إلى المعلومات المبنية على الحقائق والمفاهيم والأدوات والإجراءات، لذلك يكون هدف السؤال في هذا المستوى هو اختبار قدرة الطالب على تذكر المعلومات والمصطلحات والحقائق والمفاهيم والتصنيفات والعلاقات. لقياس هذا المستوى يحتوي السؤال على موقف مطابق لما مر بالطالب في المحاضرة أو جاء في مصادر التعلم المحددة له. في هذه الحالة يكون المطلوب هو اختيار الإجابة الصواب وتكون البدائل الأخرى خطأ على نحو قاطع.

المستوى الثاني: الفهم والتطبيق Applying Knowledge and Understanding

يمثل هذا المستوى التطبيق المباشر للمفاهيم والمعارف التي اكتسبها الطالب من دراسة المقرر. في هذا المستوى والمستوى الثالث يجب أن يكون الموقف المتضمن في السؤال جديداً على الطالب أي يحتوي عنصرا أو فكرة لم يسبق عرضها مباشرة سواء في قاعة الدراسة أو الكتاب المقرر. يهتم هذا المستوى بقياس القدرة على فهم وتفسير العلاقات والمقارنة والتمييز بين المفاهيم والتعامل مع المشاكل الاعتيادية، أي التي يمكن بسهولة قياسها على مشاكل يعرفها الطالب من قبل.

المستوى الثالث: مهارات التفكير العليا higher order thinking skills

في هذا المستوى يتم قياس القدرة على التفكير المنطقي والمنظم، ويتضمن التفكير الحدسي والاستقرائي المبنى على أنماط أو نماذج أو قوانين يمكن أن تستخدم لحل مشاكل غير اعتيادية Non-routine Problems أي تلك المشاكل غير المألوفة بالنسبة للطالب وتحدث هذه المشاكل عادة في ظروف استثنائية وتضع قيودا وتحديات مختلفة قبل الوصول إلى الحل الصحيح. والشرط الأساسي هنا هو أن تكون المعارف والمهارات المطلوبة لحل المشكلة قد سبق تعلمها فعلا.

في هذا المستوى يتم التعامل مع مواقف ذات محتوى غير مألوف أو معقد. قد يشمل الحل تجزئة أو تحليل المشكلة إلى مكونات أصغر يعبر كل منها عن مفهوم أو علاقة علمية بسيطة. وقد يتطلب الحل ابتكار بديل غير معتاد، أو الترجيح بين عدة مداخل أو استراتيجيات، أو استخلاص نتائج من بيانات علمية وحقائق، أو تقديم أدلة على عمليات التفكير الاستقرائي inductive والاستنباطي deductive.

7.   صور مفردة الاختيار من متعدد

هناك ثلاث صور لبناء مفردة الاختبار:

اختيار الإجابة الصحيحة

البدائل كلها خطأ ما عدا بديل واحد هو الإجابة الصحيحة. وهذا يناسب السؤال عن الحقائق العلمية أو التصنيفات والمفاهيم المستقرة، وقياس مستويات المعرفة الدنيا عموما.

اختيار الإجابة الخطأ (الشاذة)

هناك بديل واحد خطأ بينما البدائل الأخرى صحيحة. وهذا يناسب قياس قدرة الطالب على استبعاد العامل الشاذ في تفسير ظاهرة معينة أو ضمن تصنيف معين

اختيار البديل الأفضل

البدائل المتاحة متدرجة في درجة الصحة أو القوة أو الدقة، ويكون المطلوب هو اختيار البديل الأكثر دقة أو الأشمل في الإجابة عن السؤال أو حل المشكلة. هذا مفيد لقياس قدرة الطالب على عمل مقارنات دقيقة بين البدائل والحلول لاختيار الأفضل، لذلك تستخدم هذه الصورة بصفة أساسية لقياس أهداف على مستويات الفهم والتطبيق والتحليل والتقويم

8.   الصيغ المختلفة لمتن السؤال

يمكن صياغة متن السؤال إما علي شكل جملة استفهامية، أو على شكل عبارة ناقصة. والقاعدة هي استخدام الصيغة التي تجعل متن السؤال معبراً عن مشكلة محددة واضحة تماما. ومع ذلك فالصيغة الاستفهامية تمتاز بعدة خصائص أهمها :

• سهولة الصياغة وخاصة إذا كانت المشكلة تتطلب جملة طويلة للتعبير عنها
• استبعاد بعض الأخطاء الشائعة في صياغة العبارات الناقصة مثل ترك الفراغات في بداية العبارة
• اعتياد الطلاب على صيغة السؤال أثناء المناقشات في المحاضرات

ويمكن أن تكون الطريقة المثلى عند صياغة أسئلة الاختيار من متعدد هي البدء بكتابة جذر السؤال بصيغة استفهامية ثم تحويله إلي صيغة العبارة الناقصة إذا كان من ممكن الاحتفاظ بوضوح المشكلة.